#خواطر_التراويح السؤال الوجودي الأكبر .. الإنسان مُسيَّر ولا مُخيَّر ؟!
لافتة عقدية رهيبة .. آية في سورة هود هتدينا إجابة لسؤال هب إحنا مسيرين ولا مخيرين..!
سيدنا نوح عليه السلام فضل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، وهم في غاية الكفر والعناد وجيل ورا جيل يكذبونه ويتوارثوا ما بينهم منهج الكفر والتكذيب لحد ما قالوا " يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا " زهقنا من دعوتك " فأتِنا بما تعدُنا إن كنت من الصادقين" يلا بقى نزل علينا العذاب اللي انت دايمًا تنذرنا منه ..
" قال إنما ياتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمُعجِزين "
سيدنا نوح قال كلمة هي راس الموضوع كله " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان يريد الله ان يغويكم هو ربكم وإليه تُرجعون "
إن كان يريد الله ان يغويكم .. هل ربنا يريد لهم الغواية وبعدين يعذبهم عليها ؟!
سورة الأعراف نقلت قول الشيطان لربنا " ربِّ بِما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم"
بس هل نفهم من كدا إن ربنا أغوى إبليس ؟!
اللغز دا أنا ماكنتش فاهمه من قبل، لحد ما سمعت تفسير بيقول انه لأ الغواية هنا إن ربنا تركه لنفسه .. ما هو مين اللي وسوس لإبليس .. هي نفسه .. ونفسه اللي يأست من رحمة الله .. فالغواية هنا إن ربنا تركه لنفسه تضله عن سبيل الله وتيأس من رحمته.. فإبليس شاف كدا إن ربنا لما سابه لنفسه أغواه !
طب إزاي ربنا أراد إن قوم نوح يكفروا وهينزل عليهم العذاب..
قالك احنا عندنا في الأمر التشريعي 3 حاجات " الأمر .. الإرادة .. الرضا "
ربنا أمر العالمين " الإنس والجن " بالإيمان به .. وأراد من قبل الخلق أن يكون هناك قوم مؤمنون وقوم كافرون ..
فاللي حقق الأمر بالإيمان .. حقق الإرادة الربانية .. وبالتالي حقق الرضا
واللي رفض الأمر بالإيمان .. بردو حقق الإرادة الربانية .. ولكن لم يحقق الرضا ..
قوم نوح حققوا إرادة الله لكنهم خالفوا أمره .. واستحقوا سخطه ..
والغواية هنا اللي سيدنا نوح قال عليها أن ربنا يتركهم لأنفسهم لانه يعلم أنهم سيكفرون ..
وعشان تعرف إن ربنا ما ظلمش أهل الشقاء .. في آخر السورة ربنا اتكلم عن الفريقين "فريق الأشقياء، وفريق السعداء"
يوم القيامة "يوم ياتِ لا تكلَّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهُم شقيٌ وسَعيد"
" فأما الذين شَقوا ففي النار لهم فيها زفيرٌ وشهيق " ..
وهنا بقى الشاهد والعبرة من اللي انا عايز أقوله من البوست كله ..
ربنا قال عن فريق الكافرين " شَقوا " الذين شَقوا جات بصيغة الفاعل هما اللي عملوا في نفسهم كدا ودا نتيجة سعيهم ..
أما عن المؤمنين قال " سُعِدوا " مفعول بهم ..
أنهم ما كانوا ليؤمنوا إلا برحمة من الله لم يتركهم لأنفسهم، وما كانوا ليدخلوا الجنة ولا ليسعدوا فيها إلا برحمته ..
لذلك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن أذكار الصباح والمساء " اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشَرَكِه وأن أقتَرِف على نفسي سوءًا أو أجُّرَّهُ إلى مُسلِم "
استعذ بالله من شر نفسك دايمًا وما تيأسش من جهادها ..
أحد السلف الصالح كان يقول " جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت " ..
جهاد النفس رحله قد تكون طويله جدًا محتاجين فيها الإستعانة بالله سبحانه وتعالى .. والتوفيق والمعونة تتم بمجرد أن يرى الله في قلبك الصدق .. "والذين جاهَدوا فينا لنهدينَّهُم سُبُلَنا وإن الله لمَع المُحسِنين"
دمتم بخير
تعليقات