هل أنت سعيد حقاً ؟! | الجمعة 9-11
إن السعادة الحقيقة ليست في كثرة المال ولا العيال و لا الجاه و لا السلطان
ليست في القصور الفارهة و الملابس الزاهية الغالية .. !
إقرأوا إن شئتم عن الوليد بن المغيرة الذي ظن أن سعادته في كثرة المال و عزوة الأولاد من حوله !
لقد أنعم الله على الوليد بن
المغيرة في الحياة الدنيا بالأموال والأولاد والبساتين الغناء وهذا بلاء
واختبارمن الله عز وجل لعباده .. !
فلما كذب رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم
وجحد أنعم الله تبارك وتعالى، جعله الله تعالى من الأشقياء وبشره وهو ما
زال في الحياة الدنيا بالعذاب الأليم في الآخرة فنزل فيه قوله تعالى :
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا
وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ
أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ
فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ
الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي
وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} (سورة
المدثر/ءاية 11-30)
ذلك هو الوليد بن المغيرة عدو الله المتكبر الذي ءاثر الدنيا الفانية على الآخرة الباقية فهو وأمثاله الكافرون مبشرون من الله عز وجل بعذاب النار يوم القيامة وبئس المصير
ذلك هو الوليد بن المغيرة عدو الله المتكبر الذي ءاثر الدنيا الفانية على الآخرة الباقية فهو وأمثاله الكافرون مبشرون من الله عز وجل بعذاب النار يوم القيامة وبئس المصير
و فرعون الذي ظن أن سعادته في الجاه و السلطان و الملك و النفوذ .. وجحد
بما جاء به سيدنا موسي وأستكبر وكانت نهايته وقومه أسوء النهايات و بُشروا
بعذاب أليم في الأخيرة و العياذ بالله .
وعن بلعام بن باعوراء الحبر اليهودي الذي أتاه الله من أيات التوراة .. فنسيها وأعرض عنها وابتغي العرض الزائل عرض الدنيا !
فأنزل الله فيه ..
في سورة الأعراف : (( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ *وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)).
السعادة الزائفة ..
وجدها هؤلاء في ما ذكرنا في المال و العيال و الجاه و السلطان فكانت معيشتهم شقية ونهايتهم تعيسة !
إنما إن أردت السعادة الحقيقة فقط تجدها في معية الله ..
كما وجدها نبي الله يونس بن متي في الظلمات الثلاث في بطن الحوت وأعماق البحار
وجدها عندما سمع تسبيح الأسماك في أعماق البحار .. تردد معه ..
وجدها عندما ظن في الله ظناً حسناً انه لن يقدر عليه بمعني انه لن يضيق عليه و سينجيه من الغم
فقال .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. فنجاه الله من الغم
وكما وجدها أيضاً سيدنا يوسُف في السجن .. وجد سعادته في الدعوة إلي الله في السجن !
بالرغم من انه كانت لدية فرصة في أن يبلغ أعلي مناصب في الدولة و ملكاً و مالاً و مجامعة حراماً !
لكنه رفض كيد إمرأة العزيز له ورفض إغراءاتها وقال . {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا
يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ
إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33]
كما وجدها حبيبنا وسيدنا مُحمد صلي الله عليه وسلم في الغار مع صاحبه أبا بكر ..
عندما كانوا يطوقه الكفار ويبحثون عنه .. فقال له ابا بكر .. لو نظروا تحت أقدامهم لوجدونا
فقال له رسول الله وهو يعيش السعادة في معية الله ويريد ان يعيشه معه هذه السعادة : ما ظنك بإثنان الله ثالثهما
وفي روايات " لا تحزن إن الله معنا " ^_^
الله أكبر .. هؤلاء وجدوا السعادة الحقيقة فقط في معية الله <3
من وجد الله فماذا فقد ؟! ..
ومن فقد معية الله فماذا وجد ؟! ..
أو يقولون
إن فقدت كل شئ ووجدت معية الله . فأنت تملك كل شئ
وإن ملكت كل شئ و فقدت معية الله . فأنت لا تملك أي شئ .. ^_^
كتابة : فادي أيمن
مأخوذة من خطبة شيخي .. الشيخ أحمد محروس حول " السعادة الحقيقة و السعادة الزائفة "
تعليقات