#خواطر_التراويح من سورة المؤمنون وأرجى الأبواب اللي ممكن تدخل بيها على ربِّك




من أرجى الأبواب اللي ممكن تدخل بيها على ربِّك وخصوصًا في أيام الفضل زي العشر الأواخر .. هو باب الإنكسار والذل بين يدي الله ..




سورة المؤمنون بتساعدنا إزاي ندخل من الباب دا بطريقتين ..
الأولى إنك تتذكر مبدأ الخلق .
الإنسان لما يتذكر أصله تتلاشى بداخله أدواء الكِبر ..
فيُفتح له باب الخوف والطمع
ربنا بيذكرنا في سورة المؤمنون بأصل خلقة الإنسان "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " أول الخلق سيدنا آدم خُلِق من طين .. "ثم جعلناه نُطفة في قرارٍ مَكين" نسل آدم من بعده، أنت وأنا وكل الخلق مبدأهم نطفة .. أعزكم الله ماء مهين ، ضعيف حقير،
"ثم خلقنا المُضغة علقة، فخلقنا العلقة مُضغة، فكَسَونا العِظام لحمًا، ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالِقين"
حاول تستشعر إزاي خلقك ربنا من لاشئ، من أضعف الأشياء، واستشعر مراحل الخلق .. إلي المرحلة اللي انت عليها دلوقتي ..
هتلاقي معاني عظيمة أوي .. منها إن ربنا خلقك وأوجدك من العدم وجعل لك حياة الخلود في الآخرة .. فما أعظمها من نعمة .. وما أوجدك إلا لانه يحبك!
وهتستشعر أد إيه الإنسان ضعيف جدًا وفقير جدًا مهما ملك من القوة ومهما ملك من السلطان والجاه .. فهو مملوك لقدرة الله عز وجَّل
في سورة الروم الله يقول :
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"
مبدأه من الضعف والهوان .. ومنتهاه إلى ضعفٍ وهوان
نرجع لسورة لمؤمنون "ثم إنَّكُم بعد ذلك لميِّتون"
لا فرار من الموت مهما طال العمر لابد من دخول القبر، ومهما بلغ سلطان الإنسان ونفوذه فإنه مأخوذ ولا سلطان له ولا فرار له من الموت
"ثم إنكم يوم القيامة تُبعَثون"
ولفت نظري في سورة المؤمنون إن ربنا اتكلم فيها عن الماء بثلاث صور .. الأول مبدأ خلق الإنسان من ماء مهين !
والثانية .. جعل الماء سبب الحياه على الأرض، "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"
إنزال الماء والمطر وإحياء الأرض وإخراج الزرع ..
"فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ"
والثالثة أنه قد يكون صورة من صور العذاب، وإهلاك الأمم، وخاصة قوم نوح عليه السلام
" قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ"
والحقيقة إن لولا السفينة اللي ربنا أوحى لسيدنا نوح بصنعها .. مكانش هيبقى لنا وجود أصلا!
وحقيقة البعث .. واللي تصويرها في القرءان جه في اكثر من موضع،
وكأن عملية البعث مثل عملية الزرع .. إنزال الماء على الأرض وإخراج الزرع
..
ولكن المعنى الثالث اللي عايزك تستشعره .. إحنا لما بنيجي نعبر عن السهولة في أي شئ .. بنقول عليه دا سهل مياه .. يعني مفيش أسهل منه .. في إعتقاد منك إن الماء هو أضعف الأشياء ..
ولكن كأن الإنسان أضعف في قدرته من أضعف الأشياء ..
فكانت بداية الخلق من الماء، وكان الماء أيضًا سبب لإستمرار الحياة على الأرض، وسبب لنجاة للمؤمنين وهلاك للظالمين، وسبب للبعث بعد الموت إن شاء رب العالمين.
وأخيرًا وليس اخرًا .. سورة المؤمنون هتساعدك تدخل على الله من باب الوجَل " الخوف من الله "
ربنا سبحانه وتعالى يقول
"والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون"
يعملون الطاعات ويخافون ألا يقبل الله منهم ..
"أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون" إحساسهم بالخوف من ألا يقبل الله منهم ونظرتهم لأنفسهم بعين التقصير خلتهم يسارعوا في الخيرات فأستحقوا السبق !
أمنا عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت يارسول الله "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة" هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال : " لا يا بنت أبي بكر ، يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ، وهو يخاف الله عز وجل " .
باب الوجَل .. هيخيليك تجيب أعلى حاجة عندك وهيجعلك من السابِقين بإذن الله ..
وكل ما تعمل عمل تذكر أن فيه خلق من خلق الله وهم الملائكة من أول ما خلق الخلق وهم قائمون ، ومنهم راكعون ، ومنهم ساجدون إلى يوم القيامة ويوم ينفخ في الصور يفزعون ويقولون " سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك "
فمهما عملنا من طاعة فنحن مقصرون، ما عبدنا الله حق عبادته .
السورة كلها جميلة جدًا ويكفي إسمها ..
طولت عليك بس أفكر إن قبل الآيات دي ربنا ذكر صنف تاني من الناس .. بس لا بيعملوا الطاعات ولا بيسارعوا بالخيرات ..
"أيحسبون أنَّما نُمِّدُهم بِه من مالٍ وبنين* نُسارع لهُم في الخيرات بل لا يشعرون"
لا يشعرون أن ربنا ممكن يستدرجهم .. وإن النعيم بتاع الدنيا ممكن يكون استدراج ..
هنا خيرات .. وهناك خيرات .. ولكن شتان شتان ..
بين من رضوا بخيرات الدنيا وظنوا أنها باقية وأن الله يسارع لهم بها ..
وبين من رضوا بخيرات الأخرة .. فسارعوا إليها بطاعة ربهم ... فأستحقوا السبق والرضوان !

اللهم اجعلنا منهم 🤍

تعليقات

المشاركات الشائعة