سيدنا يونس لما وقع في بطن الحوت .. وتخيل معايا بطن الحوت شدة حرارته تصهر أي شئ جواه .. خالي من الهواء .. شديد الظلام .. مافيش فيه غير دماء وأمعاء وحاجات تانية ماحدش يقدر يستحملها .. كانت كل الأسباب اللي حواليه كافية لهلاكه ..
ولكن ربنا نجاه !
قال الله " فلولا أنّهُ كان من المُسَّبِحين " ..
يعني لولا أنه كان من المصلين الطائعين .. لولا أنه كان عنده رصيد من الذكر والتسبيح في أوقات الرخاء ..
" لَلَبِث في بطنه إلى يَومِ يُبعَثون " يعني لكان بطن الحوت قبره إلي يوم الدين ..
ولكن طاعاته وأعماله الصالحة في الرخاء .. كانت سند ليه ومتكأ وقت نزول البلاء ..
وتبدل سبب الهلاك .. لسبب نجاة وحياة وفتح علي سيدنا يونس عليه السلام ..
وقال الدعاء الشهير وهو من أفضل صيغ الإستغفار والندم إعلان للتوبة ..قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين -
يقول الله " فنبذناه في العراء وهو سقيم " يعني في أرض خالية مفيهاش حد .. وكان خارج من بطن الحوت أصابه السقم والتعب والضعف بسبب ما تعرض له داخل بطن الحوت ..
"وأنبتنا عليه شجرة من يقطين "
وهنا العلماء قالوا ربنا جمع له ثلاث فوائد من اليقطين - الغذاء ، المأوى ، الشفاء -
ثم يقول الله " فأرسلناه إلي مئة ألفٍ أو يَزيدون "
ربنا أرسله لقوم آخرين غير اللي كذبوا بيه وخلوه يغضب منهم ويهاجر " فمتعناهُم إلي حِين " ..
أكثر من مئة ألف كلهم آمنوا معه .. ورزقهم الله خيري الدنيا والآخرة .. !
كل ذلك كان بدعاء وتوبة رصيد سابق من الطاعات ..
خلي عندك رصيد من الطاعات .. ينفعك وقت نزول البلاء ومهما حدث أحسن الظن بالله إعرف الله في الرخاء .. يعرفك في الشدة ..
واعلم إنه إذا إبتلاك .. فما إبتلاك ليضيق عليك .. إنما إبتلاك ليُمَكَّن لَك !
تعليقات