وقت مُستجاب فيه الدعاء أول مرة تسمع عنه !

 في وقت مستجاب فيه الدعاء انت ماكنتش بتاخد بالك منه قبل كدا ..



كل لحظة قلبك حضر فيها هي بإذن الله وقت مستجاب فيه الدعاء ..
سيدنا زكريا لما تكَفَّل برعاية ستِّنا مريم عليها السلام كان كل ما يدخل عليها يلاقي عندها الطعام والمفروض انه هو بس اللي بيكفلها فبيتعجب منين بيجيلك الرزق دا !
ففي سورة آل عمران ربنا بيقول "وكَفَّلَها زكريا كُلَّما دخَل عليها زكريا المِحراب وجَد عِندَها رِزقًا قال يا مَريَم أنَّي لَكِ هذا" من أين لكِ هذا؟!
"قالت: هو من عِند الله إنَّ الله يَرزُق من يشاءُ بغيرِ حِساب"سورة آل عمران
لا تكون مفكر إن ربنا وكل رزقك لغيرك، ولا وقف رزق عباده على حد .. "إنَّ الله يرزُق من يشاء بغيرِ حساب" ..
في اللحظة دي ومضة يقين عالية نورت في قلب سيدنا زكريا .. أصل هو كان نفسه في ولد يحمِل الرسالة بعده وكانت الأسباب شبه معدومه بلغ من الكِبَر عِتِّيًا وزوجته عاقِر لا تُنجِب .. رغم كدا اليقين غلب اليأس عنده ودعا في نفس التوقيت ونفس اللحظة اللي عبر عنها القرآن بتصوير عجيب
"هُنالِك دعَا زكريَا ربَّه" يعني في التو واللحظة والمكان .. مااستناش ودعا علطول .. ودا الشاهد اللي عايزه من القصة!
"قال ربِّ هَب لي مِن لَدُنك ذُرِّيةً طيِّبَةً إنَّك سَميعُ الدُعاء"
ومن الجمال في دعاء سيدنا زكريا إنه نادى ربنا بإسم "السميع" إنَّك سميع الدعاء" يعني كأن الله يقول تعلموا من دعاء عبدي زكريا ونادوني بإسمي السميع .. فلا يغيب سمعي عنكم ولا إحاطة علمي بحاجاتكم، ربنا سبحانه وتعالى قال "وإذا سألك عِبادي عنِّي فإنِّي قريبٌ"
قريب سميعٌ مُجيب، قريبٌ لا يخفى عليه أمرك، سميع يسمع نداؤك ورجاؤك ومناجاتك، مُجيب قدم الإجابة قبل الدعاء "أجيب دعوة الداعِ إذا دعان"
نرجع لسيدنا زكريا، من اللفتات القرآنية الجميلة في القصة إن ربنا عقب على دعاء سيدنا زكريا بالبُشرى يعني مكانش في وقت بين الدعاء وبين الإستجابة، قال الله "فنادته الملائكة وهو قائمٌ يُصلِّي بالمِحراب أنَّ الله يُبَشِّرُك بيحْيَى مُصدِّقًا بكلمة من الله وسيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالِحين"
يعني مش بس ذرية طيبة، دا نبي وسيد وفوق ذلك الله سماه إسمًا لم فريدًا لم يُسمِّي به أحدًا من قبل "يا زكريَّا إنَّا نُبشِّرُك بِغُلامٍ اسمُه يَحيَى لَم نَجعَل له من قَبل سَمِّيًا" سورة مريم
سيدنا زكريا مع كل العطاء دا بقى عنده تساؤل .. يارب "أنَّى يكون" يعني إزاي هيحصل وأنا بلغت من الكِبر عتِّيا واشتعل رأسي شَيبًا وامرأتي عاقر لا تُنجِب .. هل هيحصل معجزة ترجعني شباب تاني وزوجتي هتتغير مثلًا .. " أنَّى يكون " إزاي يارب .. ربنا سبحانه وتعالى أجاب سؤال سيدنا زكريا بإجابة تطمعنا كلنا في رحمته وكرمه الواسع وقدرته التي لا يُعجزها شئ .. قال "كّذَلِك" يعني على الحال التي أنت بها .. "كذلك الله يفعل ما يشاء" وفي سورة مريم "قال كذَلِك قال ربُك هو عليَّ هينٌ وقد خلقتُك من قَبل ولم تَكُ شيئًا"
زي ما أوجدك من العَدَم .. قادر يحقق أي شئ بدعاء صادق منك وإن كانت الأسباب معدومة فهو رب الأسباب ورب كل شئ يقول للشئ كُن فيكون،
كل العطاء دا بدعاء حضر فيه القلب .. فالشاهد إنَّك ممكن تدعي كتير أوي وانت قلبك مش حاضر، ولكن دعوة واحدة حضر فيها قلبك بحُسن ظَّن في الله ويقين تكون سبب في عطاء كبير جدًا من الله سبحانه وتعالى
🤍
ربنا يتقبَّل منا ومنكم، ولا تنسوني من صالح دعاءكم


تعليقات

المشاركات الشائعة