#خواطر_التراويح ليلة 9 رمضان | بكرر الذنب وأنا عارف إنه ذنب، هل لي من توبة؟!
ممكن حد يسأل أنا وقعت في كبيرة، أو في ذنوب كتير متكررة .. فهل لي توبة ولا لأ خصوصاً إني عملتها وأنا عارف إنها حرام !
#خواطر_التراويح
ماينفعش نعدي ع الآية دي كدا مرور الكرام ..!
" وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتِنا فقُل سلامٌ عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ، أنه من عمل منكم سوءاً بجهالةٍ ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " الأنعام :54
ربنا كتب يعني أوجب على نفسه الرحمة وسبحانه لا يجب عليه شئ ولكنه الرحيم الغفور الودود .. سبحانه وتعالى ..
ولكن من ظاهر الآية ان ربنا بيغفر بس للي مش عارف ان اللي بيعمله دا ذنب ..
فممكن حد يسأل أنا وقعت في كبيرة، أو في ذنوب كتير متكررة .. فهل لي توبة ولا لأ خصوصاً إني عملتها وأنا عارف إنها حرام مش بجهالة
فالآية دي فيها الرد بإذن الله على كل حد عنده السؤال دا ..
ماحدش يقدر يضيق رحمة ربنا الواسعة أو يحجبها عن خلقه لأنه كتبها على نفسه يعني ألزم نفسه بالرحمة ..
ولكن لازم نفهم حاجة مهمة جدًا مش معنى " عمل منكم سوءاً بجهالة " انه عمل الذنب وهو لا يعلم انه ذنب ..
المقصود بالجهالة هنا جهالة الطبع ، يعني نفسك عارفة انه ذنب لكن غلبتك عليه ..
لكن ربنا هيقبل توبتك في حالة واحدة انك تقدم شروط التوبة ..
زي حديث اللي قتل 99 نفس وراح يسأل شيخ عابد عن التوبة فقاله مالكش توبة يبني بعد دا كله قام قتله .. ولسة جواه ألم نفسي انه كدا غلط ولازم يتوب لحد ما راح لعالم وسأله قاله محدش يقدر يضيق رحمة ربنا لك توبة بس اخرج من بلدك اللي ساكتة عن الظلم دا كله .. ودي أول خطوة للإصلاح .. وفي آخر القصة وآخر الحديث انه الرجل مات تائب بعد ما قتل 100 نفس منهم اللي قاله مالكش توبة!
فباب التوبة مفتوح إلى طلوع الروح أو خروج الشمس من مغربها
لأن في نفس السورة ربنا بيقول " يوم يأتي بعض آيات ربك لا تنفع نفسٌ إيمانُها لم تكُن آمَنَت من قبل أو كسبت في إيمانِها خَيراً " ..
إنت ممكن تقول تُبت كتير ورجعت تاني لدرجة إنك يأست ..
عارف المشكلة فين؟!
إننا مابنحاولش نغير إدراكنا لفقه التوبة !
تدبر معايا الآية دي ، قول الله تعالى في سورة المائدة :
"فمن تاب من بعد ظلمِه وأصلَح فإنَّ الله يَتُوبُ عليه إنَّ الله غفورٌ رَّحيم"
التوبة لازم بعدها علطول إصلاح!
ولعل اللي بيرجعنا للذنب مرة تانية هو إستسهال أمر التوبة والإعتياد عليها .. أو بالأحرى إننا مش بنشتغل على نفسنا بعدها وبنفتح لها السكة من تاني
نفسك هي أقرب وأول وأكبر عدو ليك لو ما ألجمتهاش وإتحكمت فيها وبقت طوعك .. والله هتسحبك من رجلك على النار عدل إلا أن يرحمني الله وإياك!
وخلينا نفتكر كدا أن من شروط التوبة الندم على فعل الذنب والإقلاع عنه .. والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة تانية.. ولكن كيف يكون العزم ؟!
العزم معناه الجد في طلب الأمر والسعي بكل ما أوتيت من قوة ..
إذاً فالتوبة المتكررة من غير إدراك لمعنى العزم يخليها توبة هشة ضعيفة تعود بعدها إلى الذنب بسهولة ويسر ..
لو إستحضرت المعنى دا ننتقل للخطوة الثانية ، " تاب .. وأصلح " ..
وعمر ما يكون الإصلاح إلا بإتخاذ خطوات وخطط وأهداف .. فيكون عزمك بالفكر والعمل معاً ..
لحظة .. ممكن تقول في نفسك " إنت مكبر الموضوع كدا ليه ما هو ذنب عادي وبنتوب منه وركعتين توبة وإستغفار وخلاص "
هترجع تاني طالما انت شايفه مجرد ذنب ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إياكُم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه "
عن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشَعر إن كُنا لَنعُدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبِقات - يعني المُهلِكات -
اعترف بينك وبين نفسك بحجم الذنب وكرِّههُ إلى نفسك وكأنه -عياذاً بالله- شئ يسحبك ليُلقي بك في نار جهنم ..
وكأن الذنب دا حائل يحول بينك وبين الجنة ..
تخيل إزاي هيكون دفعك له وهروبك منه وكيف سيكون حجم كرهك له ؟!
بحاول أقول أن الموضوع يتلخص في الإدراك ليس إلا ..
نعم الذنب دا قد يكون إدمان .. نفسك تجد فيه إشباعاً لشهوتها ورغبتها ..
فكرهه لها واجعل تسليتها وإستمتاعها بأشياء أخرى أكبر وأعظم وأنفع ..
-نعود إلى " وأصلح " ..
شوية خطوات مش مترتبة بس هتفيدك ولازم تحطها حلقة ف ودنك :
- أوجد البدائل ولا تترك لنفسك الإختيار أبداً خاصةً في أوقات الفراغ .. لأنه الميدان القاتل اللي بتبدأ منه كل الأفكار السلبية وبوادر الذنب ..
- كل ما تلاقي نفسك فاضي اخرج اقعد مع حد من أهلك .. انزل اتمشى .. اخرج اعمل اي حاجة .. إمسك تليفونك كلم أي حد في أي موضوع ..
- إشغل تفكيرك وجهازك العصبي بإنك تركز في لعب رياضة أو أي لعبة تنافسية مع حد من صحابك أو حاجة انت بتحبها وخلي التفوق فيها هدف عندك .. وإنك مش أقل من أي حد متفوق في حاجة بيحبها.
- إهرب من الفراغ بأي حاجة إن شا الله فيلم كارتون أو تنزل أبلكيشن على موبايلك يعلمك لغة جديدة حتى ..
- حصن نفسك من الخطوات اللي بتبقى قبل الذنب .. اللي انت عارفها كويس ..
وهي مثيرات الغريزة أو الذنب عندك ..
ببساطة " غض البصر " هو السبب الرئيسي والأهم والمانع من وقوعك في الخطوة اللي بعدها ..
ربنا سبحانه وتعالى يقول في سورة النور " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " .. حفظ الفرج نتيجة لغض البصر والعكس بالعكس ..
كل ما هتقع عينك على محرم كل ما هتفتح ف قلبك باب ملح جداً للشهوة مش هيتسد إلا بالوقوع في الذنب ..
يقول ابن القيم رحمه الله :
النظر اصل عامة الحوادث التى تصيب الانسان ، فإن النظرة تولد خطرة ثم الخطرة تولد فكرة ثم الفكرة تولد شهوة ثم الشهوة تولد ارادة ،ثم تصبح فعلا وبتكرار هذا الفعل يصبح عادة .
لذلك اقطع الطريق مبكرا ..
- خلي في حالة خاصة بينك وبين القرآن وقيام الليل وهتلاقيك تلقائياً بتبعد عن الذنب دا ..
- وإذا كان لا بُد فوقعت ..بادر على طول بالتوبة فوراً ..
- قرر إنك ف كل مرة هتقع في الذنب دا إنك تعمل عبادة قصاده وليكن إنك تتصدق مثلاً .. وللصدقة سر عجيب في علاج دا ربنا سبحانه وتعالى بيقول " خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصدقة تطفئ غضب الرب " ..
ودي هتخليك كل مرة أقرب في إنك تبطل وتبعدك بإذن الله عن الذنب غير إنها بإذن الله هتمحيه .. " إن الحسنات يذهبن السيئات " .. وقال صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ".
- كافئ نفسك كل ما تعمل خير زي ما هتعاقبها كل ما تعمل معصية وتحرمها .. وكأنها طفل بتربيه من جديد ..
- تخيل الناس اللي انت بتحترمهم وبيحترموك لو شافوك في الموقف دا هيكرهوك أد إيه .. !!
- تخيل الملائكة اللي ربنا وكلها لحفظك وحمايتك واللي معاك عشان يكتبوا أعمالك شايفينك وانت في المعصية دي إزاي !!
- عظم ربنا ف قلبك .. فكر نفسك دايماً باللقاء الموعود " وقوفك للحساب بين إيدين ربنا وسؤاله عن الخلوات "!
- حاول تحاوط نفسك بالصحبة الصالحة وتملا وقتك بيهم ..
-وأخيراً وليس آخراً إياك تتخلى عن الدعاء .. ووالله ياصديقي لا سبيل لترك ما يبغضه الله إلا بالإستعانة بالله ..
والصدق في الدعاء ، قل له يارب اجعل ما تبغض أبغض الأشياء إلى ..
يارب طهر قلبي من كل خبث لا يرضيك .. أعني يارب أن أكون عبداً كما تحب وترضى ..
والله ستجد أن الله يدفعك إلى التوبة دفعاً ويهيأ لك الأسباب ما دُمت من قلبك صادقاً ولكن تذكر أن صدق النية والقلب وحده لا يكفي ..
,لا تيأس أبداً من التوبة مهما تكرر الذنب .. التوبة حق على الله إذا حققت شروطها بإذن الله ..
كن متيقناً من أنه : "مَن صدق في ترك شهوة؛ ذهب اللهُ بها من قلبه؛ والله أكرم مِن أن يُعذِّب قلبًا.. بشهوةٍ تُركَتْ له"
ومهما وقعت فحاول .. فأن يأتيك الموت وأنت تحاول التوبة أفضل من أن يأتيك وأنت مُذنب ..!
الخلاصة بسرعة توب واصدق الله في توبتك واترك الذنب نهائيًا وخُذ رمضان فرصة تبدأ من جديد وتثبت رجلك .. والله مش بس هيقبل توبتك لا هيبدل كمان سيئاتك حسنات بس الشرط " إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا " ماله بقى " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " .. !!
خذ رمضان كأنه آخر رمضان ستعيشه .. هتفرق
لله في كل ليلة عتقاء من النار ..لو وفقت أن تكون واحد منهم فقد فُزت ورب الكعبة
وليلة القدر لو وفقت ليها فقد رزقت بما هو خير من عبادة 84 سنة ..
ما تضيعش كل دا وتستسلم لليأس وتقول أنا ماليش توبة بعد كل اللي عملته .
اصدق في التوبة .. وقدم شروطها " الندم، الإقلاع، العزم على عدم العودة "
والعزم محتاج عمل يؤكده ويصدقه .. ومفيش أكثر من الأعمال الصالحة في رمضان .. موسم الطاعات ..
اصدق الله يصدقك ياصديقي ❤
رزقنا الله وإياك قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنةً ونعيماً 🙂
#فادي_شوقي
تعليقات