فصبر جميل والله المُستعان ^_^




شئ لم نعد نلمسه في نفوسنا ولا في مُجتمعاتنا إلا من رحم ربي . 
الصبر ، فقد تاه عن قلوبنا أو تهنا عن فهمه وعن حقيقته وأهميته وما هو جزاءه أي ما هو جزاء الصابرين ؟! 

____

بداية ..  الصبر هو جنة الدُنيا .. و الصبر نوعان صبرٌ جميل .. وصبرٌ غير جميل ، أما الصبر الجميل .. فهو صبر علي البلاء و إحتسابه لله و عدم التشكي من الله للخلق او شكوي الحال لمخلوق " وهل نشكو الرحيم لمن لا يرحمُ "


 وقد مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتق الله واصبري ، قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .

وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ، فلا فائدة من الصبر حينئذ  .




فالصبر لا يكـون إلا بالرضـا فمن يصبر دون أن يرضي بما كتب الله كمن ينفخ في بالون مثقوب أو كمن يجمع نقوده في وعاء مكسور ، فيكد ويتعب ويتحمل مشقة ثم لا يجد شيئاً مقابله . 

والرضا بقدر الله ليس أن تجلس في بيتك منتظراً أن يُبدل حالك أو أن يغنيك الله دون أن تسعي ، فإن كنت في ضائقة مادية فعليك أن تسعي للكسب من الحلال ، وعليك أن تبذل جهدك و توكل أمورك إلي الله والله لا يضيع أجر المحسنين . 

أيضاً الشكوي تُفسد الصبر ، فمن يشكوا لغير الله ذُل فإنه لا يدري أنه يشكوا الرحيم لمن لا يرحمُ ، يشكوا من بيده ملكوت كُل شئ لمن لا يملك لنفسه أي شئ !





( فصبر جميلٌ والله المُستعان ) 
لذلك الصبر المحمود صبراً دون شكوي . صبر يُصاحبه رضا . صبر مع ثقة ويقين بحكمة الله عز وجل وأن ما يجري يجري بعلمه وبحكمته وتقديره ، فذلك هو الصبر الجميل . ^_^

قال أحد الحكماء : (  العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام)  . ! 
وليرتاح قلبك وتوكل كل أمورك للذي خلقك ، تأمل قول حبيبك النبي صلي الله عليه وسلم  : 
إعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً ) صححه الألباني 



إذا زادت الإبتلاءات في حياتك، فلا تسأل لماذا ، بل ثق بأن الله يهيّئك ويُربّيك لسبب ما ( مصطفي حُسني ) 

فإذا أبتلاك الله في مالك او صحتك أو أي شئ فلا تجزع وقابله بالحمد و الصبر و الإستغفار ، فأحمد الله لأنه هو الحكيم وأن ما حل بك لحكمة يعلمها هو وأنه لا يُقدر لعباده إلا الخير وأنه ليس بظلام للعبيد ، وإعلم أنك لو علمت الغيب لأخترت الواقع ، فوكل أمورك إلي الله لأنك لو كنت تعلم ماذا أخفي عنك من شئونك وما يصلح لك وما لا يصلح لأخترت تدبيره وأخترت ما أنت عليه الآن لأن الذي أختاره هو الله الحكيم اللطيف الخبير  { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } 
 {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ( البقرة : 216 ) .

فأصبر صبراً جميلاً لتنال هذا الخير ولا خير اكثر من أن يقول الله  (وَاصْبِرُوا إِنَّاللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46)

وفي سورة الزمر ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) 

                             

وألزم الإستغفار فمن منا بدون ذنوب ، وأعلم أن الإستغفار من مُفرجات الهموم ومجلبات الرزق بإذن الله ، وأتق الله يجعل لك مخرجاً من ضيقك ويفرج همك ويرزقك الخيرات من حيث لا تحتسب ، تأمل قوله تعالي في سورة الطلاق ترتـــاح  :
 ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} [‏الطلاق‏:‏ 2- 3‏]‏

وأعلم أن أكثر أهل البلاء الأنبياء و العلماء و الصالحين و الأتقياء ، و الإبتلاء إن قابلته بالصبر كانت نتيجته إجتباء ورفع درجات عند الله ومخرج من الضيق وسعة ورخاء ، وإن قابلته بجزغ وسخط كان ضيقاً شديداً وعذاباً في دار البقاء . 

قال علي رضي الله عنه  لأحد المُبتلين : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ، وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً أخر في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " 

فأصبر في دار الفناء تسعد في دار البقاء  !
نسأل الله أن يرزقنا الصبر وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ^_^


~
بقلمي :
فادي شوقي 








تعليقات

‏قال Unknown
روعة و الله

المشاركات الشائعة